mercredi 16 septembre 2015

الأكاليل الثلاثة

صورة ‏صبحي فحماوي‏.
تناول الفرنسي فرانسوا جارد في روايته “الأكاليل الثلاثة” قضايا الهوية والانتماء والتعصب، مقاربا روابط الدم

 والتاريخ والجغرافيا، وتأثيراتها على بلورة صور نمطية أو مفترضة في الأذهان، وتحريكها للناس بهذا الاتجاه أو ذاك، أو دفعهم إلى التناحر والتحارب، انطلاقا من نقاط يفترضون أنها ثوابت وحقائق، في الوقت الذي تكون معرّضة للتشكيك، وقابلة للنقض والتفنيد بناء على معطيات جديدة يتم اكتشافها أو العثور عليها.
يتحدث جارد (1959) في روايته -التي نشرتها دار نينوى بترجمة بشرى أبو قاسم 2015 في دمشق- عن مهاجر أميركي من أصول لبنانية، يعمل قيّما على الوثائق الخاصة، يقوم بتصنيفها وترتيبها وفرزها، ينهض بمهمته التي كان يكتشف من خلالها كثيرا من أسرار الراحلين، وتفاصيل من حيواتهم، كانت مخفية عمن حولهم.
يثير جارد -وهو كاتب ودبلوماسي فرنسي- الأسئلة إزاء النسب والانتماء وتأثير روابط الدم والمكان والمجتمع في بلورة الهوية، ويصبو لطرح هوية إنسانية عابرة للحدود والأمكنة ومتسامية على روابط الدم، بل تنتصر للإنسان وقيمه، من دون أي تعصب أو تطرف أو عنصرية، وإبراز أن هذا الذي تعصب لجزيرته لم يكن منحدرا من دماء أهلها، بل كان منحدرا من دماء مستعمريها، لذلك فإن العداء للآخر يكون عداء للذات واستعداء لها بطريقة أو أخرى.
ربما ترمز الأكاليل الثلاثة التي يوظفها صاحب رواية “ماذا جرى للمتوحش الأبيض”، إلى الماضي والحاضر والمستقبل في وجه من وجوهها، كما ترمز إلى الهوية والانتماء والدم في وجه آخر، وإلى المال والسلطة والحرية في افتراض ثالث، وإلى الوهم والحلم والكابوس في قراءة أخرى؛ وتبقى مفتوحة على التأويلات لما 

تحمله من جاذبية متجددة.



مواضيع ذات صلة

الأكاليل الثلاثة
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة